-A +A
حمود أبو طالب
قبل سنوات كنا ندهش عندما نقرأ عن المستجدات الحديثة التي تضيفها الدولة لخدمات الحج، كانت تلك الخدمات تسبق وجودها في بقية المرافق الأخرى التي تقدم خدماتها للمواطنين، والسبب مفهوم جدا لأنه يعود إلى مبدأ ثابت للدولة السعودية بأن تكون خدمات الحج أول أولوياتها، لكن الآن لم تعد مثل هذه المستجدات تلفت انتباهنا كمواطنين كثيراً لسبب مهم هو أنها أصبحت أكثر مما نستطيع متابعتها، وأنها صارت تمثل شعار الدولة الأساسي في أن كل ما يستجد في عالم الأفكار والتقنيات المتعلقة بالخدمات فإن الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة هي الأماكن الأولى، تحت شعار عظيم هو خدمة الحجاج والمعتمرين والزوار شرف لنا دولة ومواطنين.

فترة زمنية مليئة بالإثارة من مرحلة حج تقليدي الخدمات إلى مرحلة الحج الذكي، ومن صعوبات لوجستية كثيرة تكتنف رحلة الحج إلى سيطرة تامة بأحدث ابتكارات التقنية لتكون هذه الرحلة يسيرة وممتعة، وهنا يجدر القول إن الدولة تفعل كل ذلك دون ضجيج وادعاءات ومبالغات لتترك العالم شاهداً على الحقائق، ولكن بما أننا أصبحنا في زمن المزايدات الرخيصة التي تمارسها بعض الدول ولا تتورع من إقحام المقدسات فيها، فإنه أصبح لزاما علينا كمواطنين بمختلف الاهتمامات، وكمؤسسات حكومية وأهلية أن نسلط أكبر وأسطع ما يمكن من حزم الضوء على كل الإنجازات الهائلة والخدمات المجانية الراقية التي يقدمها وطننا لحجاج بيت الله الحرام، علينا أن نتخلى قليلا عن التواضع دون غرور لنفحم كل جهة تزايد على ما تفعله وتقدمه المملكة لضيوف الرحمن.


ويا ضيوف الرحمن أنتم شهود الله على ما ترونه وتلمسونه وتعيشونه، فكونوا شهود حق، وأهلا ومرحبا بكم، وكلنا خدام لكم.